كيفية الاستفادة من تطبيق “سلام للقيم”

بقلم: ياسمين يوسف

18 مايو 2022

في مشروع “سلام“، يسعدنا أن نستمر في تطوير، وتصميم، وإطلاق أدوات تساعد الفرد، والتربويين على:

  • التوضيح الأبسط للمفاهيم النظرية للإيمان وللإسلام كنظام حياة
  • التطبيق العملي لمفاهيم الإيمان ودعم تفعيلها في حياة الفرد والمجتمع كي نرى أثرها وارتباطها الوثيق بتحقيق الحياة الطيبة

تطبيق “سلام للقيم” يقدّم لك تفصيلاً لمنظومة متكاملة للقيم تضم 160 قيمة مستوحاة من معاني الأسماء الحسنى، ويقدم لك أكثر من 3100 سلوك يساعدونك على اكتساب القيم وتحويلها من إيمان نظري إلى عمل صالح وأخلاق فعلية بإذن الله ﷻ.

هناك العديد من الطرق التي يمكن من خلالها الاستفادة من تطبيق “سلام للقيم“. نعرض لكم في هذه المدونة بعضًا منها.

ابتداءً، لفهم التأطير النظري لمنظومة القيم، نشجعّك على قراءة الأربعين صفحة الأولى من الكتاب المجاني “منظومة القيم والأخلاق وفق منهجية سلام، حيث إن تطبيق “سلام للقيم” يفصّل المنظومة نفسها ولا يشرح التأطير النظري.

البحث السهل حسب احتياجك

من أهم مزايا التطبيق، خاصية البحث السهل حسب الهدف الذي تسعى لتحقيقه من استخدام التطبيق. فإذا كنت تسعى لتحسين علاقتك بالآخرين مثلاً، يمكنك أن تتجه للقسم الخاص بالعلاقة بالآخرين في التطبيق، والاطلاع على القيم التي تساعدك على تحقيق هذا الهدف، والاطلاع على السلوكيات التي من شأنها مساعدتك على تحقيق هذا الهدف والبدء في ممارستها لترى نتائج عملية في تحسّن علاقتك بالآخرين بإذن الله. ويمكنك فعل الشيء نفسه فيما يتعلق بعلاقتك بالله ﷻ، وعلاقتك بالآخرين.

وإذا كنت تسعى لفهم أعمق لأسماء الله الحسنى وكيف أن معانيها تساعدك على تفعيل منظومة متكاملة للقيم والأخلاق، يمكنك البحث عن اسم من الأسماء الحسنى، ومعاينة السلوكيات التي يسهم فيها معنى هذا الاسم في القيم المتنوعة.

وإذا كنت مهتمًا باكتساب قيمة بعينها، يمكنك البحث عن تلك القيمة، وفهم ميزانها، والاطلاع على السلوكيات الخاصة بتفعيل تلك القيمة.

التطبيق يساعدك بإذن الله على فهم القيم، وفهم الأسماء الحسنى من منظور منهجية سلام، وتتحسين علاقاتك الثلاث، وتحويل القيم إلى مهارات ذكاء عاطفي سلوكية.

فهم ميزان القيم

يقدّم التطبيق وسيلة بصرية سهلة لفهم ميزان كل قيمة. فعندما تفتح الصفحة المخصصة للقيمة، يظهر لك الميزان المتعلّق بها موضّحًا نقط الاتزان ووصف للتفعيل الإيجابي المتزن للقيمة. وبالضغط على كفة الميزان اليُمنى، تظهر لك ملامح التفعيل السلبي الطاغي للقيمة. وعند الضغط على الكفة اليسرى للميزان، تظهر لك ملامح التعطيل والخسران في هذه القيمة. فكرة الميزان فكرة محورية لفهم أنه لا يكفي أن تحتضن قيمة ما، بل الأهم أن تفهم ميزان تلك القيمة لأن في الطغيان فيها أو تعطيلها، نتائج سلبية على حياتك وحياة الآخرين.

فهم كيفية التحلي بالقيم وتحويلها لمهارة ذكاء عاطفي

مهارات الذكاء العاطفي هي “قيم تم تفعيلها”. فيمكن أن نتحدث عن الرحمة كما نشاء. لكن، إذا لم نقم بالسلوكيات التي تتعلق بالرحمة، لن يمكن وصفنا بالتحلي بالرحمة. فلتصف شخصًا ما بأنه “رحيم” (وهي مهارة من مهارات الذكاء العاطفي)، عليه أن تظهر منه السلوكيات الدالة على الرحمة كقيمة نظرية. يقدّم تطبيق “سلام للقيم” موسوعة متكاملة من السلوكيات المرتبطة بالقيم والتي تساعدك على ممارسة سلوكيات تؤدي لاكتساب القيم التي تؤمن بها.

تخطيط النمو الشخصي

يفتح هذا آفاقًا عديدة منها على سبيل المثال إمكانية عمل خطة تطوير متكاملة بعد دراسة واقع الشخص وتحديد الفجوات القيمية لديه والمؤثرة على سلوكه. ويكون هذا على المراحل التالية:

  • ملاحظة السلوك الحالي – مثلاً الطفل يؤذي زملاء الصف ويسخر من أخيه الأصغر في البيت
  • تحديد السلوك المثالي – معاملة الطفل لزملائه ولأخيه بلطف
  • تحليل الفجوة القيمية وتقييم النفس – لماذا يتصرف الطفل هكذا؟ هل هو غياب للرحمة؟ أم غياب للاحترام؟ أم ماذا؟ بمراقبة السلوك العام للطفل، يمكن الوصول مثلاً إلى أن المشكلة الأساسية تتعلق بخلل في قيمة الثقة بالنفس. يمكن أن يُلاحظ أن الطفل بشكل عام يشعر بالدونية وتحقير النفس (تعطيل لقيمة الثقة بالنفس وخسران فيها)، وبالتالي يقلل من شأن الآخرين ويحاول تعويض ذلك الشعور بالنقص بالإيذاء لهم. أو قد يكون الأمر متعلقًا بالطغيان في الثقة بالنفس والتفعيل السلبي لتلك القيمة، فيتعامل الطفل باستعلاء وتحقير للآخرين. هنا نحتاج لضبط القيمة بدعم قيم أخرى وهي قيم “التواضع”، و”الاحترام”، و”الرحمة”. يمكن الاستفادة من التطبيق بقياس سلوك الطفل مقارنة بالسلوكيات المثالية لتلك القيم كما يفصّلها التطبيق.
  • وضع خطة العمل وممارستها – في هذه المرحلة، يتم العمل مع الطفل على وضع خطة عمل متكاملة لضبط تلك القيم وممارسة سلوكياتها وتحفيز تفعيلها.
  • المتابعة والقياس الدوريان – تتم المتابعة والقياس المستمر مع الطفل كل ستة أشهر مثلاً.

وهكذا يساعدك التطبيق على وضع خطة عمل واضحة لنفسك أو لأبنائك أو أي شخص أنت مسؤولٌ عنه لحل أية مشكلة تواجهك، أو اغتنام أية فرصة حولك

ضرورة التخصيص

من المهم جدًا أن يتم تخصيص سلوكيات خطة العمل. فالسلوكيات المفصّلة في التطبيق عامة، ويحتاج الشخص لتخصيصها حسب تفاصيل حياته هو أثناء كتابة خطة العمل. على سبيل المثال، ستجد أن أحد سلوكيات قيمة “الاحترام” في “العلاقة بالآخرين” هو “عدم التعدي على صلاحياتهم”. يحتاج كل شخص أن يحدد ما معنى هذا بالنسبة له هو تحديدًا؟ هل هو يتعدى على صلاحيات الآخرين؟ من؟ كيف؟ يمكن مثلاً أن تكون السلوكيات التي يكتبها في خطة العمل لتحقيق هذا السلوك الواحد، كما يلي:

  • لا أتدخل بالقول أثناء اجتماعات العمل عندما يُطرح سؤال يتعلّق بصلاحيات زميل آخر.
  • أسمح لإبني باختيار ملابسه التي سبق وأن اتفقنا على معايير عامة لها
  • أتوقف عن النقد وإبداء الرأي فيما يتعلق بصلاحيات الآخرين إلا إذا طلبوا هم رأيي.

وهكذا، لا يوجد عدد نهائي للسلوكيات التي يمكن الاستفادة منها باستخدام التطبيق. فسلوك واحد يندرج تحت قيمة واحدة، يمكن أن تجد له تطبيقات عدة وتخرج منه بسلوكيات عدة في خطة عملك لصناعة “أفضل نسخة من نفسك“.

تكامل القيم لتعديل السلوك

كما ذكرنا في فقرة “تخطيط النمو الشخصي”، نحتاج لأن ننظر للقيم على أنها منظومة متكاملة. فالحل لأي من المشكلات السلوكية، قد يتطلب العمل على أكثر من قيمة. على سبيل المثال، إذا كانت لدى الطفل مشكلة الاعتمادية على الآخرين، نحتاج أن نعمل معه على تفعيل عدة قيم. منها:

  • الثقة بالنفس (لدعم إيمانه بإمكانية اعتماده على نفسه)،
  • المبادرة (لتشجيعه على أخذ المبادرة بالتصرف بدون انتظار مساعدة أحد، والاستقلالية،
  • التحليل (لفهم الموقف وتحليل المطلوب فيه)
  • الإبداع (للبحث عن حلول للموقف يمكنه تنفيذها)
  • المسؤولية (لرفع رغبته في تولي شئون حياته بنفسه)

وهكذا تكون خطة العمل تتضمن العمل على ممارسة سلوكيات تدعم كل تلك القيم. ومن المهم فهم دور المُربين في هذا الشأن. فخطة العمل قد تكون خطة عمل لك أنت أولاً كولي أمر للطفل في المثال المذكور. فتحتاج أن تعامله بطريقة تدعم كل تلك القيم. على سبيل المثال:

  • لدعم الثقة بالنفس – لا توجه للطفل عبارات تهدم الثقة بالنفس وتستخدم عبارات تشجعه على رفع قدرته
  • لدعم المبادرة والمسؤولية – تطلب من الطفل الصغير ارتداء ملابسه بنفسه دومًا وتعلّمه أساليب ربط الأحزمة، وغلق الأزرار وما إلى ذلك.

كانت هذه بعض الطرق السريعة للاستفادة من تطبيق “سلام للقيم“. لتحميل التطبيق المجاني:

نسأل الله التوفيق والسداد والهداية نحو حياة قيمية فاعلة.